بالنظر الى أهمية فاعلية مقرات التحكيم الدولي لتكون أكثر جذبا لأطراف النزاع على اختلاف منازعاتهم٫ لم يكن مفاجئا أن يوجه مسؤولو تقرير كلية كوين ماري بلندن على مدار خمسة أشهر٫ سؤالا جوهريا عبر مسح استقصائي بشأن توقعات وتوجهات وطموحات مجتمع التحكيم الدولي في عام 2021

ان اردت معرفة مكانة دولتك التنافسية في مجال استقطاب التحكيمات التجارية الدولية٫ عليك بالجلوس بين مقاعد مقرات التحكيم الدولية لتتعرف على الوقائع والممارسات العملية٫ وتتساءل بعدها: ما الذي يفعله الأخرون أفضل مما نفعله فيما يتعلق بالمنظومة التشريعية والمؤسسية والحكومية للتحكيم التجاري الدولي؟ وهل يحتاج الوصول الى الصف الأول الى التعامل بشفافية مع التحديات لتحقيق الانجازات٫ أم رفع سقف التوقعات بلا التزامات؟

يعد التقرير الدوري الذي يصدر عن كلية كوين ماري بجامعة لندن بمثابة أشعة رنين مغناطيسي تكتشف بوصلة توجهات مجتمع التحكيم الدولي وخياراته وأولوياته ...

في مطلع هذا الشهر٫ كان المجتمع الدولي لتسوية المنازعات على موعد مع النسخة الافتراضية لمنتدى "أسبوع سنغافورة 2021" وهو محفل استقطب اكثر من 4000 مشارك ينتمون الى 100 دولة٫ من مسؤولين حكوميين ومحكمين ووسطاء ومحامين واكاديميين وباحثين يمثلون 15 شريك دولي.

الراصد بعناية للتطورات التي يشهدها التحكيم المؤسسي في دول الخليج العربية خلال السنوات الأخيرة٫ وخاصة منذ جائحة "كوفيد١٩" وحتى تاريخه٫ سوف يدرك أن هناك "موجة" جديدة وحراكا نحو الانتقال الى الإصدار التالي لمنظومة التحكيم المؤسسي..

تكمن أهمية هذا المقال في استشراف مستقبل إحدى لبنات العدالة الناجزة٫ وهي "الوساطة في تسوية المنازعات المدنية والتجارية" من خلال تقديم موجز عن معماريتها والتأصيل للعلاقة بين منصتي العدالة الاتفاقية والقضائية والتطورات التشريعية العربية الأخيرة.

لا تنافسية بلا منصات راسخة وناجزة تحوز الثقة في تسوية النزاعات وخاصة المتربطة بالمستثمر الأجنبي في إطار من الكفاءة والسرعة والشفافية، وهذا ما ترجمته الإمارات مؤخراً بتبؤها المركز السابع عالمياً حسب تقرير الكتاب السنوي للتنافسية لعام 2018.

من هنا تأتي أهمية القانون الاتحادي رقم 6 لسنة 2018 الصادر مؤخراً بشأن التحكيم بمواده الـ (16)، يؤطرها (6) فصول تنظم قضاء التحكيم في الإمارات...

تنطوي ليلة وينقضي ضُحاها، وكذا يمضي سِراعاً دولابُ القاطرة المحمّلة بنا همّا وفرحاً وحلماً وأملاً وألماً على سكّة العمر، وبرغمَ غياب الكثير من الخلانِ في دوامة الحياة، لا تيأس أنت في بحثك، وإن حدثَ وجمعكما القدر ثمّ افترقتما ليمضي كلٌّ إلى وجهته، يظلّ شيء بينكما عالقاً في زاوية من القلب، شيء ما بدأ ولم ينته وينتظر بداية جديدة...

«محكمة»، نداءُ الحق الذي يَصدحُ من المنصة في حضرة سَدنَة العدالة بالمحاكم اليوم، قد يصبح من شواهد الماضي بعدما وضع «التحوّل الرقميّ» القضاة ومعاونيهم والمحكمين والمتقاضين وشركاء العدالة أمامَ تحدٍّ جديد عنوانُه: من لا يتقدم يتقادم. فمن يراقب إطلاق أولى مراحل مشروع «الذكاء القضائي» في دائرة القضاء بأبوظبي في ديسمبر 2017، يدرك أنّ «رقمنة العدالة»...

إذا تفكرنا فيما تشهده الأمم والشعوب من تحولاتٍ جذرية في عصرِ الثورة الصناعية الرابعة، لأدركنا كيف تبدّل وجه العالم وتغيرت ملامحه، وكأنه يعيش دورة حياة طبيعية عكسية، وقد بدأ كهلاً صعب المِراس، وأمسى اليومَ يافعاً في ريعانِ شبابه، هذه بعضُ تأملاتي وأنا أستعرض مجمل التطورات التقنية والنقلات النوعية في أنظمة التقاضي الذكية التي بدأت بكسر حاجز الزمان...

مَن يَخُض غمار ومدارات القضايا المدنية والتجارية والجنائية وغيرها من المنازعات الشائكة، يدرك تكاملية منظومة قضائية مستقلة سنامها قاضٍ عادل يُفعّل كلّ ما يملك من أدوات قانونية ومعرفية وحججٍ منطقية، مستحضراً القرائن والأدلة الثبوتية الرصينة وخبراته التراكمية، ليصل إلى منطوق الحكم المبين بين المتقاضين بميزان القسط وما استقر في أعماق الضمير...

TOP