واحات الاستراحة هي تجديد للعهد والوعد وترفيه للنفس، ولأن وقفات العيد هي درر أيام العمر، تهل علينا الأعياد فتُطل ذكريات الطفولة ومراتع الصبا وأسفار الشباب ولقاء الأحباب في معية الأجداد وصحبة الأحفاد.

في العيد، من منا لم تأخذه فرحة غامرة لما حملَت كفيه الصغيرتين من عيديات، من منا لم تحتويه التكبيرات والتبريكات بهجة وتعظيماً لشعائر الله،...

لا يزال البعض يحيا ولا يرى قدوة ولا أسوة في غير ذاته، إذ خلا قاموسه من فقه الآخر، يمضي حياته مخاصماً ومختصماً القريب والبعيد، شاهراً سيفه لكل مخالف لرأيه، مُفرطاً في الأنانية والنرجسية وهو فوق ذلك متقوقعاً في عالمه ظاناً بأن التغيير لن يطاله، متشبثاً بوهم البقاء ودراهم الفناء. حوادث الأمور لا تؤثر فيه، فارغاً بلا يقين بأنه عابر سبيل في زمرة المغادرين...

ليست المؤسسات المتميزة بعمرها الزمني وعدد وحدا هيكلها التنظيمي، ولكن برؤيتها وبصمتها ومصداقيتها إقليمياً وعالمياً. وهذا ما ينطبق وبحق على "المركز الدولي للتميز لمكافحة التطرف العنيف" "مركز هداية". ما أن تحط رحالك فيه، حتى تدرك أنك أمام لوحة مؤسسية ألوانها نسيج من معاني ألوان علم الإمارات الشامخ.

العمر الزمني للمركز أقل بعشرات السنين من مراكز ومؤسسات...

في إحدى بقاع كوكبنا الأرضي، جنوب النمسا بمقاطعة كارينثيا النابضة بشريان بحيرة وورثيرس، أودع المولى نفحة من جمال خلقه وعظيم صنعه، لتزدان بموانئ صغيرة تحفها الغابات وتحتضنها مياه البحيرة، ترتوي بمائها الرقراق أينما حللت، وكأن الظمأ نال منك لسنوات. تحملك قدماك لتلال قريبة، تنتشي حواسك بعبق اللافندر والياسمين والزهور المتفتحة،...

يحدث أن تتصفّح صحيفتك اليومية، أو تمر سريعاً على ما يصل هاتفك لتجد نفسك ماثلاً أمام بنات أفكارك وحروف كلماتك وقد امتطت معية شخصٍ آخر، شاردة منك لا تملك زمامها وقد انتحلت اسماً لا يشبهك، هي ذاتا إلا أنها ارتدت حلّة جديدة واستحلًت ملكوتاً ليس لك، وكأن الآخر الذي سلبها بخفّة يدٍ هو القريب صاحب السبقِ وأنت الغريب الأشعث الذي جدّت بحصيلة ما تعلمت وحصاد ما تأملت عن حسن ظن وطيب نية.

قليلة هي الدراسات العربية الثرية الماتعة العابرة بين ضفتي اللغة والقانون تشريعاً وقضاء، ونادرون هم الباحثون المبدعون الذين يشيدون جسوراً بين علم اللغة القانوني، أو ما يطلق عليه علم القانون اللغوي، وبين روافد أخرى في أصول الفقه والتشريع، وصولاً لرسم لوحة جمالية لمفهوم النقاء والارتقاء والتميز اللغوي وتماسك النص القانوني...

بعد طول غياب، جمعتني ليلة رمضانية وترية بأخيار كرام تصافحك قلوبهم قبل أياديهم. تستشعر أنهم نصفك الآخر النابض بشجون الحديث وعمق الفكر وثراء المعرفة. يرحبون بك على طريقتهم الخاصة بأسئلتهم ونوادرهم وأصواتهم التي قد تصل عنان السماء حين يحتدم النقاش وتتباين الآراء حول دروب الخير ومناحي الحياة، بينما تتجلى قبسات الفلسفة الكامنة في بعضهم بوحاً خجولاً وفي البعض الآخر صمتاً آسراً...

أيام معدودات في حضرة شهر الرحمات، وها نحن في الختام لنستقبل فرحتين. لم يكن رمضان هذا العام نسمات غادرتنا مسرعة، ولكنه عنقود خير حمل شواهد ستبقى في ذاكرتنا المتزاحمة، تشكلت من معين العطاء والإخاء لرواد غادرونا، وبقي غرسهم للخير ساطعاً، تتناقله الآنام على مر الأيام. كانت ولا تزال بصمات ومآثر ملهم الخير والعطاء وعنوان النماء والوفاء لأمته وللإنسانية حاضرة،...

لا تنافسية بلا منصات راسخة وناجزة تحوز الثقة في تسوية النزاعات وخاصة المتربطة بالمستثمر الأجنبي في إطار من الكفاءة والسرعة والشفافية، وهذا ما ترجمته الإمارات مؤخراً بتبؤها المركز السابع عالمياً حسب تقرير الكتاب السنوي للتنافسية لعام 2018.

من هنا تأتي أهمية القانون الاتحادي رقم 6 لسنة 2018 الصادر مؤخراً بشأن التحكيم بمواده الـ (16)، يؤطرها (6) فصول تنظم قضاء التحكيم في الإمارات...

مهاتير، رجل المعجزات التنموية والقفزات الاستثنائية وعرّاب صناعة الأوطان، قائد من طراز خاص، قاد قاطرة شركة استثمارية بشرية مجالاتها زراعية وصناعية وتعليمية وتكنولوجية ومجتمعية، ذات أسهم قياديّة عبر رئاسته «لاتحاد ماليزيا» من1981 إلى 2003، ليصنع في عشرين عاماً ماليزيا الحديثة، إحدى أقوى اقتصادات النمور الآسيوية...

حديثٌ لسويعات قد يغنيك عن مجلدات، وإطلالة معرفية من نفس نقية قد تفتح لك نوافذ سماويّة، فمعينها نابضٌ لا ينضب، واستراحة تأملٍ تأوي في باحتها إلى ركنِ الحنين، كلما راودك الشوق للزمن الجميل. أثناء تنقلي بين أروقة العرس الثقافي السنوي بمعرض أبوظبي للكتاب في دورته الثامنة والعشرين، وجدت نفسي في حضرة إحدى ندوات فعاليات مؤتمر أبوظبي...

أصبح من المحظور في المجتمعات التي يسودها الوهم المعرفي والهشاشة الفكرية والبحث عن المكاسب الضخمة في فترة وجيزة، سؤال أحدهم عند أي شراكة مؤسسية أو علاقة عمل عن مؤهلاته العلمية ومسيرته المهنية وإنجازاته، فهذا مُحرم في عرف مكانته الاجتماعية وقامته المرموقة. فإن تجاوزت حدودك بهذه الأسئلة، يَرمقك بطرفِ عينه مستهجناً،...

هل ندرك كم للجهل من تكلفة خفية؟ وما هي عوائد الاستثمار بالمعرفة واكتسابها، والثوابت وإثباتها، والحقائق وإحقاقها، والشواهد وتأكيدها، والقرائن والاستدلال بها؟ هائمون أولئك الذين شيّدوا أسواراً حول عقولهم ووقفوا في مواجهتك بساحة الجدال العقيم لإرضاء فضولهم بمنازلتك وطرحك أرضاً بطرحهم، كما يقول الإمام الشافعي - رحمه الله-: «ما جادلت جاهلاً إلا غلبني»...

حين تتعدد خيارات الإنسان، تجده يقف في مفرق الطرق، فإما أن يملِكَ الدنيا، وإما أن تملِكه وتستحوذ عليه ويغدو رهين قوائم مزدحمة بخيارات المأكل والمشرب والملبس واقتناء المزيد، فإذا ما وقع في شباك الثانية، انشغل بالقشور ونسي الجذور وأمعن بالمظهر وأعرض عن الجوهر واثّاقل إلى الأرض عن الغاية السماوية من وجوده...

احتضنت دبي مؤخراً على مدار يومين المحفل السنوي الإعلامي على منصة "منتدى الإعلام العربي" في نسخته السابعة عشر. تناولت أجندة المنتدى أبرز التحديات والتهديدات التي تُكابدها الصحافة الورقية التقليدية من جانب، والطموحات التي يتطلع إليها الإعلام الرقمي الذكي التفاعلي البصري من جانب آخر...

لم يترأس «محمد صلاح» نجم المنتخب الوطني المصري لكرة القدم والمحترف عالمياً في نادي «ليفربول» الإنجليزي حزباً، ولم يمتلك شركات عابرة للقارات، ولكنه ملك القلوب، وصنع من ذاته نموذجاً وطنياً وقيمة إنسانية يحتذى بها. الرجل ببساطة ابن إحدى قرى مصر الولادة، علِمَ أن في الحياةِ مسارَين، فإمّا أن يكون من أصحاب الرسالة أو أصحاب التجارة،...

في حفل دافئ تَحُفُّه طاقة إيجابية وأجواء غير عادية لشركاء وطن السعادة والريادة جمعتهم دعوة استثنائية من قطاع الاتصال المؤسسي بدائرة القضاء في أبوظبي. كان الجميع متحدثين وعاملين ومتعاملين على موعد في ملتقى لامس القلوب قبل العقول، إنه ملتقى «زايد.. مآثر خالدة» الذي نظمته دائرة القضاء في مطلع هذا الأسبوع...

تنطوي ليلة وينقضي ضُحاها، وكذا يمضي سِراعاً دولابُ القاطرة المحمّلة بنا همّا وفرحاً وحلماً وأملاً وألماً على سكّة العمر، وبرغمَ غياب الكثير من الخلانِ في دوامة الحياة، لا تيأس أنت في بحثك، وإن حدثَ وجمعكما القدر ثمّ افترقتما ليمضي كلٌّ إلى وجهته، يظلّ شيء بينكما عالقاً في زاوية من القلب، شيء ما بدأ ولم ينته وينتظر بداية جديدة...

وحدهم القادة الاستثنائيون من يحيلون الجزئيات المترامية إلى كُلٍّ متكامل، وينقلون المفاهيم المحورية من مراحل عمريّة مؤقتة إلى عجلة استدامة تمرّ على كلّ محطّات العمر، لذلك شرع قادة الإمارات قانون القراءة الوطني مع نهاية عام القراءة في 2016، لتكون الدولة الأولى، السّباقة في ترسيخ قيمة القراءة تعزيزاً للثقافة، وبناء للوعي، وتنمية للقدرات الذهنية والفكرية لمواكبة العصر الرقمي المتسارع،...

كثيرون هم العظماء الذين خلدت أسماؤهم بين دفات الكتب، لكن القليل منهم من سكنت ذكراهم نبض القلوب، وظلت حضوراً يصاحب الشمس في شروقها ولا تعرف الغروب. فبصماتهم حاضرة آسرة، وسيرتهم تعبق الوجود عطراً. ولأن للعطاء رجالاً على مر الأزمان، فقد آثرت أم الدنيا أن يكون زايد، طيب الله ثراه، حاضراً كل صباح مع ملايين المصريين عبر شمسه الساطعة بتحفة...

«الخليج ليس نفطاً»، كلماتٌ مأثورة للمفكر الكويتي محمد الرميحي؛ وهي كذلك ربوع الكويت العامرة، ليست مجرّد نفط، بل فكرٌ وحضارة وكرمُ أخلاقٍ وميناءُ إنسان وسلام. اليوم، والكويت تحتفي بأعيادها الوطنية استقلالاً وتحريراً، تأخذني الذاكرة إلى شيَمِ أهلها وشواهِد من طيبهم وإحسانهم، وأنا بمدينة دالاس بولاية تكساس الأميركية قبل سنوات عدة،...

«محكمة»، نداءُ الحق الذي يَصدحُ من المنصة في حضرة سَدنَة العدالة بالمحاكم اليوم، قد يصبح من شواهد الماضي بعدما وضع «التحوّل الرقميّ» القضاة ومعاونيهم والمحكمين والمتقاضين وشركاء العدالة أمامَ تحدٍّ جديد عنوانُه: من لا يتقدم يتقادم. فمن يراقب إطلاق أولى مراحل مشروع «الذكاء القضائي» في دائرة القضاء بأبوظبي في ديسمبر 2017، يدرك أنّ «رقمنة العدالة»...

كيف لا تغمرك السعادة والقمّة العالميّة للحكومات في دورتها السادسة تفتتح الدورة الثانية للحوار العالمي للسعادة بإطلالة للصفحة الأولى من صحيفة إماراتية صدرت بتاريخ 11 نوفمبر 1971 خطّت بكلمات المؤسس الشيخ زايد، طيب الله ثراه: «ثروتي... سعادة شعبي». كيف لا يأسرك الانبهار وأنت ترى كلمات الملهم التي صرح بها قبل أيام من تشكيل الاتحاد،...

ليس أشد من غربة اللغة بين أهلها، وشكوى حروفها ومعانيها ومبانيها، من خيبات الصياغة اللغوية المهنية التي تستتر بين ثنايا ما نتصفحه كل يوم من إصدارات في شكل مراسلات، أو مذكرات، أو تقارير، أو أحكام، أو أبحاث أو دراسات، فاللغة هي وعاء الفكر، لها أصولها وقواعدها، فكيف إذا كانت تلك اللغة ما سُطرت به آخر رسالات السماء...

عشقي للمسرح ليس له حدود؛ فأينما تطأ قدماي يكون وجهتي واستراحتي وسر سعادتي، لأنه زاخر بخزائن التجربة الإنسانية التي ستظل تشغل البشرية ما بقيت الحياة. لهذا عاشت مسرحيات العبقري الإنجليزي شكسبير الذي رحل منذ أكثر من 400 عام، ولا تزال تعيش معنا قصة "الملك لير" ومأساة "عطيل" وأسئلة "هاملت"...

ونحن نخط أول حروفنا على صفحة كتاب العام الجديد، لندخل عام زايد الذي اختارته الإمارات هويتها لهذا العام، حتما يكون العنوان «مئوية زايد» (1918- 2018). ستحتفي خلاله دولة الريادة والسعادة بمؤسسها وبانيها وملهمها زايد، طيب الله ثراه. يقيني أننا سنكون أمام لوحة فريدة من نوعها حين تتبارى مختلف المؤسسات محلياً واتحادياً في إخراج سيمفونية استثنائية للتعبير عن أرقى آيات الوفاء والعرفان والاحتفاء بمئوية زايد...

TOP