في صبيحة الثاني والعشرين من رمضان الموافق الثاني من سبتمبر للعام 2010... وفي ثياب بيضاء معدودة القطع، بسيطة غير ثمينة، ضمن حقيبة متواضعة تذكرنا برحلتنا الأخيرة في دنيانا... بدأت خطواتي الأولى في رحلتي نحو طيبة الطيبة... المدينة المنورة... لأنعم بالقرب من شفيعنا وقدوتنا وأسوتنا صلّى الله عليه وسلّم وصحبه الكرام... فما أطيبها من أرض وما أفضلها من أيام مباركات من الليالي العشر الأخيرة من شهر الرحمات والغفران، راجياً رحمة من لا توصد أبوابه، لعلّي أحظى بنفحة عفو في إحدى الليالي الوترية، ومبتهلاً أن أكون ضمن العتقاء في ليلة القدر...

حقاً ما أغرب المشهدين ... بلد فتى وليد في الأسرة الدولية لم يتجاوز عمره الأربعين .. يحتفل اليوم الخميس الثاني من ديسمبر 2010 بعيد ميلاده التاسع والثلاثين وسط فرحات من القلوب، ووفاء للشيوخ وأصحاب العهود، وتلاحم لا يعرف النفاق ولا الرياء بين القائد والمواطنين، وتقطع البلاد من شرقها إلى غربها ومن أقصى الشمال إلى الجنوب لتجد عرساً ممتدّاً هنا وهناك، ...

أمضيت في قاهرة المعز أياماً أعاني من حمم يوليو وصيفه القائظ المستعر في قاهرة المعز ... طيب الله ثراها ورحمها الله رحمة واسعة... أضحت مقهورة بعد أن كانت قاهرة... وأصبحت أسيرة بعد أن كانت آسرة للعقول قبل الأفئدة... وباتت تقتات بعد أن كانت تحتاط ومحط القوات والجيوش والعتاد...

TOP